المجلة | حــديث |قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ م

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة .متفق عليه.
يقرن هذا الحديث الزنى بالكفر وقتل النفس، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكثر وقوعاً، والذي يليه، فالزنى أكثر وقوعاً من قتل النفس ، وقتل النفس أكثر وقوعاً من الردة، وأيضاً فإنه تنقل من الأكبر إلى ما هو أكبر منه، ومفسدة الزنى مناقضة لصلاح العالم: فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنى: فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن حملته على الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبياً ليس منهم ، فورثهم وليس منهم، ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وليس منهم، إلى غير من ذلك من مفاسد زناها. وأما زنى الرجل فإنه يوجب اختلاط الأنساب أيضاً، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد ، وفي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين، وإن عمرت القبور في البرزخ والنار في الآخرة، فكم في الزنى من استحلال لحرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم؟ ومن خاصيته: أنه يوجب الفقر، ويقصر العمر، ويكسو صاحبه سواد الوجه وثوب المقت بين الناس. ومن خاصيته أيضاً: أنه يشتت القلب ويمرضه إن لم يمته، ويجلب الهم والحزن والخوف، ويباعد صاحبه من الملك ويقربه من الشيطان . فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع في القتل على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها . ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت ، كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت . وقال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . متفق عليه. وفي الصحيحين في خطبته صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف أنه قال يا أمة محمد والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، ثم رفع يديه وقال : اللهم هل بلغت؟ . وظهور الزنى من أمارات خراب العالم ، وهو من أشراط الساعة ، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك أنه قال : لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكموه أحد بعدي ، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويشرب الخمر ويظهر الزنى ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد . وقد جرت سنة الله سبحانه في خلقه أنه عند ظهور الزنى يغضب الله سبحانه وتعالى ويشتد غضبه ، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة . قال عبدالله بن مسعود : ما ظهر الربا والزنى في قرية إلا أذن الله بإهلاكها. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "والتارك لدينه المفارق للجماعة" فهو عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام. والله أعلم.

المزيد